أدباء ومفكرين وكتاب في عالم الأدب والثقافة

 * حرية الرأي في مواجهة «الثوابت».. 

⬇️
في 30 أغسطس (آب) الماضي، حلت الذكرى الـ13 لرحيل الروائي المصري نجيب محفوظ؛ حيث تسابقت وسائل إعلام عدة على استعادة ملامح مهمة من حياته، أو استعراض أفكار وتصريحات أدلى بها خلال مسيرته الإبداعية المُشرقة.
وفي هذا الإطار، أُعيد نشر حوار نادر أجرته الصحافية الفرنسية شارلوت الشبراوي مع الأديب الحاصل على جائزة نوبل، لمجلة «باريس ريفيو»، في عام 1992؛ وهو حوار بديع وحافل بالمفاجآت والآراء الجريئة، التي لم يعتد محفوظ على البوح بها علناً.

* تكية أبو الدهب الأثرية تستضيف متحف نجيب محفوظ ومكتبته

و«الشرق الأوسط» تتجول في أروقته قبل افتتاحه..

القاهرة: فتحية الدخاخني

بعد سنوات طويلة من العمل، تخللتها فترات توقف لأسباب مالية أو سياسية، تستعد وزارة الثقافة المصرية لافتتاح متحف صاحب نوبل العربية الوحيدة في الأدب، الراحل نجيب محفوظ، وذلك بالتزامن مع الاحتفالات بـ«ثورة 30 يونيو» في البلاد. ومع اقتراب موعد الافتتاح المقرر نهاية الشهر، تجولت «الشرق الأوسط» في المتحف، للتعرف على ما يضم من مقتنيات تخلد ذكرى الأديب المصري والعربي الأبرز. 

وتكية أبو الدهب هي جزء من مجموعة أبو الدهب الأثرية التي تضم مسجد ومدرسة وتكية محمد بك أبو الدهب، وتقع بجوار جامع الأزهر، وبدأ إنشاؤها عام 1187هـ (1703م)، لتكون مدرسة تساعد الأزهر في رسالته العلمية، وتعد ثاني أهم مجموعة أثرية في المنطقة، بعد مجموعة الغوري، وتضم التكية سبيلاً وكُتاباً وحوضاً للدواب، ومسجداً للمتصوفين من 3 طوابق، وحوضاً وسبيلاً ملحقين بالمسجد من الناحية الجنوبية، وتصميمها المعماري عبارة عن صحن مكشوف به حديقة ونافورة، تحيط به مجموعة من القاعات.

فور دخولك لمقر المتحف من باب التكية الأثري، تستقبلك صورة كبيرة للأديب الراحل تتوسط صحن التكية، مع مجموعة من اللوحات على جدران الصحن تحمل صوراً وعبارات تحكي قصة حياة محفوظ، ويحيط بالصحن مجموعة من القاعات بأبواب زرقاء اللون، لكل قاعة اسم بحسب الهدف منها، ويضم الطابق الأرضي قاعة صغيرة للندوات، تسمى «قاعة درس»، وقاعات مكتبات عامة تضم مؤلفات محفوظ، والدراسات النقدية عنه، ومكتبة سمعية بصرية تتيح لزائرها الاطلاع على جميع مؤلفات محفوظ والدراسات النقدية عنه، إضافة إلى مشاهدة أفلامه وما كتب عنه.

بينما يحكي الطابق قصة حياة نجيب محفوظ بسيناريو عرض متحفي، يبدأ بغرفتين تضمان مجموعة الأوسمة والنياشين والشهادات التي حصل عليها محفوظ طوال مشواره الفني، بخلاف جائزة نوبل التي خصصت لها غرفة مستقلة تحمل اسم «نوبل»، وتحوي صوراً لجميع من حصلوا على جائزة نوبل في الآداب، وبينهم محفوظ الذي حصل عليها عام 1988، ولوحة كتب عليها نص كلمة محفوظ خلال حفل تسليم الجائزة التي ألقاها بالنيابة عنه الأديب محمد سلماوي.

الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، أكدت في تصريحات صحافية على هامش جولة تفقدية للمتحف أخيراً أن «هناك كثيراً من التحديات التي واجهت إنشاء المتحف»، مشيرة إلى أن «سيناريو العرض المتحفي جاء معبراً عبر الطابع الوجداني لأديب نوبل، ويضم مجموعة من متعلقاته الشخصية»، موجهة الدعوة «للمؤسسات والأفراد لإهداء ما يمتلكونه من مقتنيات لإثراء المتحف، وإلقاء الضوء على جوانب مجهولة في حياة الأديب الكبير».

وتعود فكرة إنشاء المتحف إلى الفترة التالية لوفاة محفوظ في 30 أغسطس (آب) 2006، حيث طالب المثقفون بإنشاء متحف لنجيب محفوظ لتخليد ذكراه، ليصدر فاروق حسني، وزير الثقافة المصري آنذاك، قراراً وزارياً بتخصيص تكية أبو الدهب لإقامة متحف لنجيب محفوظ، وذلك لقرب التكية من المنزل الذي ولد فيه محفوظ بحي الجمالية، وهي المنطقة التي استوحى منها محفوظ معظم شخصيات رواياته، وكتب عن كثير من الأماكن بها.



* بعد 12 عاماً على رحيله... نجيب محفوظ «يروي» طفولته ⬇️

*بعد 12 عاماً على رحيله يعود الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ، في مجموعة قصصية جديدة لم تنشر له من قبل.
12 عاما مرّت على وفاة أديب نوبل المصري الراحل نجيب محفوظ، ولا يزال أدبه إلى الآن يحظى بإقبال محبي الأعمال الروائية، الأمر الذي جعل أكثر من دار نشر مصرية وعربية تتنافس على مجموعة قصصية جديدة لم تنشر له من قبل، غير أنّ ورثة الأديب الرّاحل اختاروا «دار الساقي» اللبنانية.
وأبدت هدى نجيب محفوظ، نجلة الأديب الرّاحل سعادتها بردود الفعل التي أثيرت عقب إعلان دار النشر عن إصدار المجموعة القصصية؛ لكنّها تحفظت على الكشف بمزيد من التفاصيل عن بنود التعاقد مع دار النشر، الذي جعلها المفضلة بالنسبة للورثة.

ونفت هدى أن يكون هناك خلافات مادية مع «دار الشروق» التي تطبع أغلب أعماله، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لم أفكر فقط في الأمور المادية، وإن كانت هي أحد معايير التفضيل؛ لكن هناك تفاصيل أخرى تخص عملية النشر مثل الطباعة والتسويق وأمور أخرى لا أستطيع الكشف عنها وفق بنود التعاقد مع دار النشر».
وعن كيفية العثور على تلك القصص الخاصة بالأديب الراحل، أوضحت هدى، أنّ مكتشفها هو الكاتب الصحافي محمد شعير، الذي وجد أثناء إعداده لكتابه «مخطوطات نجيب محفوظ» أنّ هناك 18 قصة نشرت في مجلة «نصف الدنيا» وكتبها والدي في فترة التسعينات من القرن الماضي، قبل تعرضه لمحاولة الاغتيال؛ لكنّها لم تنشر مجمعة في مجموعة قصصية، وفور الإعلان عن ذلك، تلقينا أكثر من عرض لإصدار تلك القصص في مجموعة قصصية.
من جانبه، كشف الكاتب شعير أن المجموعة القصصية الجديدة يصور فيها الأديب الرّاحل الكثير من مشاهد طفولته في الحارة المصرية. مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، «سيجد فيها القارئ الشّخصيات القديمة للحارة المصرية التي شاهدها نجيب محفوظ في طفولته من الفتوات ومجاذيب الحارة، وغيرهم».
لافتاً أنّ اسم «همس النجوم» الذي اختير عنواناً للمجموعة القصصية، هو عنوان إحدى القصص الثماني عشرة.
في غضون ذلك، استقبل عدد من الأدباء خبر إصدار المجموعة القصصية الجديدة بسعادة بالغة، متعجبين من تعليقات ذهب فيها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى القول، إنّ «أدب نجيب محفوظ كان ملائماً لمرحلة زمنية معينة، ولم يعد صالحاً في الوقت الراهن».

* أمير الشعراء على تخوم الحاضر... مدافعاً عن التعايش وآفاق جمالية أخرى

واحتفال باهت بمرور 150 عاماً على ميلاد أحمد شوقي.. ⬇️

ما الذي يتبقى من أمير الشعراء أحمد شوقي، بعد مرور قرن ونصف القرن على ميلاده؟ وهل يخلد الشعر بامتداده الحي في جسد الزمان والمكان، أم في كونه أيقونة جميلة قابعة فوق رفّ التراث؟

هكذا استهل الشاعر السماح عبد الله الأنور كلمته بالاحتفالية، لافتاً إلى قيمة التعايش والتجاور بين المصريين، التي أكد عليها شوقي في قصيدته التي كتبها في رثاء بطرس غالي رئيس الوزراء المصري «القبطي» الذي اغتيل عام 1910، بسبب ترأسه المحاكمة المشينة لعدد من أهالي قرية دنشواي، عقب مقتل ضابط إنجليزي بضربة شمس، أثناء رحلة صيد للحمام من أبراج القرية.


لم يذكر سماح ذلك، بل وصف بطرس غالي بأنه كان حكيمًا ونبيلاً، مشيرا إلى أن «شعر شوقي يؤكد مسيرته العريضة الثرية في الإبداع العربي، وأن الدهر كله أصبح عمرًا لقريضه، فلا يوجد شاعر في العصر الحديث بلغ المكانة التي وصل إليها، ولا شاعر تم الاتفاق على شاعريته، كما اتفق على إبداعاته كل متلقي الشعر وعارفيه».
ودلل السماح على رأيه قائلاً: «لو سألت ناقدًا أو باحثًا عن أهم حلقات تطوّر القصيدة العربية، فإنهم جميعًا سوف يتفقون على شوقي باعتباره يمثل حلقة بمفرده في زمانه، لم يجاوره أحد أو يطاوله أحد من الشعراء».

وحول شوقي ودوره في النهضة الشعرية العربية، قال الشاعر العراقي أمجد محمد سعيد: إن شوقي قمة ثقافية كبيرة، وواحد من رموز النهضة الشعرية العربية، وقد بقي من إبداعاته الكثير مما يطالعه النقاد، ويبحثه الدارسون في كليات اللغة العربية في العالم العربي، وقد عَبَر بالشعر من حالٍ إلى حال نحو الجيل الذي أتى بعده، لذا لا يمكن أن نتعامل مع مثل هذه القضايا بهذا الشكل التبسيطي والمجحف، لأن التاريخ الأدبي متواصل، حقبة تكمل حقبة، وأحمد شوقي في وقته وزمانه كان فريد عصره، جدد في جوانب الشعر وأصوله، وكتب المسرح، واهتم بالإبداع المخصص للأطفال.
ولفت سعيد إلى كتابات شوقي عن الحضارة الفرعونية، كما أنه لم يغفل الشعر الديني، مؤكداً أنه «واحد من الشعراء الذين أثّروا في عصرهم وما زالوا يُؤثرون في الدرس الأكاديمي الأدبي، وهناك كثير من الأدباء يقرأون له، وهو واحد من المبدعين الذين نعتبرهم في ذمة التاريخ، وهو الذي يحقق له دائمًا مكانته، ودوره، وكوننا نحتفل به الآن فهذا معناه أن شعره ما زال قادرًا على التأثير في الوجدان والنفوس التي تطلع عليه، وتستمع إليه وتتدارسه».

وأضاف درويش أن شوقي فتح بابًا جديدًا أمام الإبداع العربي عندما كتب المسرحية، والقصيدة الغنائية التي لحن بعضها محمد عبد الوهاب، فارتقى بالأغنية والذوق العام، ولم يرد على هجوم العقاد وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، واكتفى فقط بأن قال لمحمد حسين هيكل باشا، بحسب ما نقله عنه: «ماذا يريد صاحبك بهجومه عليَّ؟ (وكان يقصد طه حسين) أيريدُ أن يهدمني؟ قل له إنني مجد تكوَّن، ولا سبيل إلى تحقيق ذلك».
الاهتمام بالأطفال :
وحول تراث شوقي في مجال الكتابة للأطفال، قال الشاعر أحمد سويلم، إن شوقي إلى جانب عبقريته الشعرية، كان لديه إحساس كبير وقلب طيب، وكان عطوفا بشكل تلقائي وقد كشف هذا عن معرفته بسيكولوجية الصغار، وبراءة دهشتهم، وعناصر ثقافتهم، وإطار خيالهم، واللغة المناسبة لكل مرحلة عمرية، وقد بدأ تجربة الكتابة للأطفال في عامي 1892، 1893 في فرنسا، وكان كلما انتهى من وضع قصيدتين أو ثلاث يجتمع بأطفال المصريين هناك، ويقرأ عليهم ما كتبه، ويتلقى آراءهم، وقد وجدهم يفهمون ما يكتب ويأنسون له ويضحكون، وحفزه ذلك لمواصلة التجربة، ولم يكتف بكتابة الشعر «على لسان الحيوان»، لكنه كتب أيضًا الأناشيد الوطنية والاجتماعية للأطفال، وهو يدرك جيدًا أنهم مستقبل الأمة وعناصر نهضتها في قابل الأيام. وقارن الشاعر حسن طلب بين إبداعات محمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، مشيرًا إلى أن الأخير كان متأملاً، وقد أتاح له ذلك قراءته وثقافته، أما البارودي فقد كان رجلاً عسكريًا يكتب الشعر بيد، وفي الأخرى يحمل سيفه متأهبًا في ميدان القتال.

وأضاف درويش؛ استطاع شوقي في أواخر القرن التاسع عشر، وهو في منتصف العشرينات من عمره أن يقف أمام مؤتمر المستشرقين في جنيف، ويخاطبهم بشعر عظيم، ما زلنا حتى الآن نتدارس جوانب الإعجاز في قصيدته «كبار الحوادث في وادي النيل»، وقد أدرك أن من جوانب الشعرية الحق ألا يكتفي الشاعر بضرورات مكوناته ولكن بكيفية الاستجابة لحاجات المتلقي، وقد عرف بحسه المدهش أننا في العصور السابقة أخطأنا خطأ كبيرًا عندما ظل الشعراء يكتبون لأنفسهم، وأقرانهم وكبار العلماء، وشيوخ الأزهر، ومن شابههم، واكتشف أن الأمم الأخرى عرفت أنواعًا من المتلقين غفلنا عنهم، وتجاهلها المبدعون، وهم الأطفال والنساء، وكان ذلك من جراء دراسته لشعر الأمم الأخرى، وخصوصًا لافونتين، وأدرك أننا نحرم أطفالنا من عطاء عظيم حين لا نكتب القصائد الملائمة لهم، وراح يبدع لهم، ويجمع أطفال الأسرة حوله، ويتلوها عليهم، لكي يرى إيقاع الكلام عليهم، وكان إذا استحسنوه نسج على منواله، وقد فتح بذلك بابًا عظيما لمخاطبة شريحة لم تكن في حسبان الشعراء من قبل، وقدم إبداعًا ما زال مستمرًا في حياتنا حتى اليوم، لكننا لم نستثمره على النحو الملائم، وقد كان كفيلاً أن يربي النشء في مدارسنا في الوطن العربي كله على لغة سهلة بسيطة، وأن يعلم الناس غير المتخصصين العربية السليمة، لكننا حذفنا معظم ما كتبه من مقررات مدارسنا، واستبدلناه بشعر مفتشين يبحثون عن مكافآت ففسدت الأذواق.

* الروائي والأديب المصري إحسان عبدالقدوس:

روائي وأديب مصري، نشأ في بيئتين متعارضتين، فبيئة جده محافظة وبيئة والدته أكثر تحررًا، أثر ذلك على طبيعة كتاباته. قدم عددًا كبيرًا من الأعمال الأدبية، كالقصص والروايات والمسرحيات. عمل صحفيًا ورئيسًا لتحرير مجلة روز اليوسف، وحصد عدة جوائز خلال مسيرته المهنية.
نبذة عن إحسان عبد القدوس

إحسان عبد القدوس، هو صحفيٌ وروائي مصري، والدته هي روز اليوسف، تركية الأصل ولبنانية النشأة والمولد، مؤسسة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير. كان والده محمد عبد القدوس ممثلاً ومؤلفًا.
إحسان من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب بعيدًا عن العذرية، وأصبحت أغلب قصصه أفلامًا سينمائية. وتمثل رواية إحسان عبد القدوس نقلةً نوعيةً متميزة في الأدب العربي، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى العالمية، ورسم طريقًا إلى التحرر الفكري والاجتماعي والأدبي، تُرجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية عدة.

تعرض للكثير من الضغوط والانتقادات، بسبب طبيعة ونوعية المواضيع والمشاكل التي كان يتناولها في كتاباته، وخصوصًا الجنس، ، لكن ذلك لم يثنه عن متابعة المسيرة فهو يؤمن بمسؤوليته تجاه مجتمعه حيث يقول:" لست الكاتب المصري الوحيد الذي كتب عن الجنس، فهناك المازني في قصة "ثلاثة رجال وامرأة" وتوفيق الحكيم في قصة "الرباط المقدس" و….و…. وكلاهما كتب عن الجنس أوضح مما كتبت، ولكن ثورة الناس عليهما جعلتهما يتراجعان، ولكنني لم أضعف مثلهما عندما هوجمت فقد تحملت سخط الناس عليّ لإيماني بمسؤوليتي ككاتب!! ونجيب محفوظ أيضاً يعالج الجنس بصراحة، لكن معظم مواضيع قصصه تدور في مجتمع غير قارئ أي المجتمع الشعبي القديم أو الحديث الذي لا يقرأ أو لا يكتب أو هي مواضيع تاريخية، لذلك فالقارئ يحس كأنه يتفرج على ناس من عالم آخر غير عالمه ولا يحس أن القصة تمسه أو تعالج الواقع الذي يعيش فيه، لذلك لا ينتقد ولا يثور.. أما أنا فقد كنت واضحًا وصريحًا وجريئًا، فكتبت عن الجنس حين أحسست أن عندي ما أكتبه عنه سواء عند الطبقة المتوسطة أو الطبقات الشعبية –دون أن أسعى لمجاملة طبقة على حساب طبقة أخرى".
من أهم أعماله: "لن أعيش في جلباب أبي"، "يا عزيزي كلنا لصوص"، "وغابت الشمس ولم يظهر القمر"، "رائحة الورد وأنف لا تشم"، "ومضت أيام اللؤلؤ"، "لون الآخر"، "الحياة فوق الضباب".
:توفي في 12 كانون الثاني/ يناير 1990.
وُلد إحسان عبد القدوس في 1 كانون الثاني/يناير عام 1919 في قرية الصالحية التابعة لمحافظة الشرقية، نشأ إحسان عبد القدوس في بيت جده لوالده الشيخ رضوان، وكان متدينًا ومحافظًا، يفرض على جميع أفراد عائلته الالتزام والتقيد بأوامر الدين وأداء الفروض وصون تقاليده، فكان محظورًا على جميع النساء في عائلته الخروج بدون حجاب. وفي الآن ذاته، كانت والدته روز اليوسف سيدةً متحررة، لها صالونها الأدبي الذي تعقد فيه ندواتٍ حواريةٍ ثقافية وسياسية، يتواجد فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن.


درس إحسان في مدرسة خليل آغا بالقاهرة 1927-1931، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة 1932-1937، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتخرج من كلية الحقوق عام 1942.
أثناء طفولته، كان يتنقل بين منزل جده في الصالحية، حيث يلتقي بزملائه من علماء الأزهر، ويتلقى الدروس الدينية، وبين ندوةٍ أخرى على النقيض تمامًا يصحب فيها والدته ومجموعة من المثقفين والسياسيين . أثر هذا التناقض في كتابات إحسان، وأنتج روايات تخطت الحدود المحلية وتُرجمت إلى عدة لغاتٍ أجنبية.
ويُعتبر من أهم الروائيين العرب، لما قدمه أدبه من نقلةٍ نوعيةٍ في مسيرة الرواية العربية، حيث تميزت كتاباته بالتحرر وتناولها المشاكل الاجتماعية بواقعيةٍ أكبر، وابتعدت عن قصص الحب العذرية.


إنجازات إحسان عبد القدوس
بعد أن تخرج من الجامعة عمل محاميًا، لكنه لم ينجح في تلك المهنة حيث قال مرّةً: "كنت محاميًا فاشلاً لا أجيد المناقشة والحوار، وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محامياً لامعاً".
نال إحسان عبد القدوس خلال حياته العديد من الجوائز، حيث منحه الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما منحه الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك وسام الجمهورية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1989. ومن الجوائز التي حصل عليها كانت الجائزة الأولى عن روايته : "دمي ودموعي وابتساماتي" عام 1973. وجائزة أحسن سيناريو لفيلم عن روايته "الرصاصة لا تزال في جيبي".

- على صفحة*حديث الثقافة :

«فاروق حسني يتذكر»... الأحلام والذكريات ومعارك الفن
وزير ثقافة مصر الأسبق يتحدث عن تجربة ربع قرن.. ⬇️





نجحت الكاتبة انتصار دردير، معدة كتاب «فاروق حسني يتذكر... زمن من الثقافة» في استنفار هذه الذكريات والأحداث كسجل مفصل عن إدارته للنشاط الثقافي لمصر من عام 1987 إلى عام 2011. وسر نجاحه في احتكار منصب وزير ثقافة مصر لسنوات امتدت لنحو ربع قرن، مسجلاً رقماً قياسياً في هذه المجال يصعب أن ينافسه فيه أحد، والنبش في أعماق شخصيته كإنسان وفنان.
ويأتي الكتاب الصادر عن دار نشر «نهضة مصر»، ويقع في 368 صفحة، بعد 7 سنوات لمغادرة حسني لمنصبه. وقد كتب مقدمته بنفسه، يوضح فيها أسباب نشر هذا الكتاب بدلاً من كتابة مذكراته، قائلاً: «لا أحب المونولوج في الحديث؛ فمتعتي الحقيقية هي تحفيز الإبداع من خلال عقل آخر يقوم بالبحث داخل عقلي واستفزاز خيالي وذكرياتي، والسبب الثاني هو أنه رغم عشقي للأدب بكل فروعه فإنني عندما كنت أبدأ في الكتابة تنقلب الحروف بداخلي ألواناً وخطوطاً».
يلي المقدمة تمهيد يختزل مسيرة حسني، بعنوان «الفرس المتمرد» للكاتب محمد سلماوي؛ يكشف فيه عن القناعة التي حركت حسني طوال سنوات عمله الثقافي، وهي «مصر قد تكون دولة نامية اقتصادياً وسياسياً؛ لكنها دولة عظمى ثقافياً». ويشير سلماوي إلى أن حسني خاض معارك العمل العام، إلى جانب تصديه لمحاولات النيل منه شخصياً من قبل جماعة «الإخوان المسلمين» التي كانت تتصيد له الأقوال إلى جانب المعركة التي شنتها ضده قيادات الحزب الوطني الحاكم (الذي لم ينضم حسني لعضويته قط) وظلت دائرة حتى بعد خروجه من منصب وزير الثقافة.

«بيني وبين البحر نداء دائم» هكذا يروي حسني سر بدايته الأولى في حي الأنفوشي بالإسكندرية، ذلك الحي الذي شكل عالمه الإبداعي وهمس له بالذهاب إلى المجهول اللانهائي. يضم هذا الفصل نبذة عن حياة حسني وتعلقه بالفن التشكيلي والموسيقى والقراءة وكيف دخل مجال العمل الثقافي مطعماً بصور نادرة له في طفولته ولأسرته. يأخذنا بعد ذلك لرحلته في باريس التي منحته «الدهشة» وكيف تجاوز مرحلة الشغف بالاستيعاب والتعلم خلال إدارته للمركز الثقافي المصري في باريس.
ثم يتطرق الكتاب لرؤية حسني حول التطرف الديني وكيفية مجابهته انطلاقاً من حادثة محاولة اغتيال نجيب محفوظ عام 1995ملقياً باللوم على غياب دور التعليم والإعلام وعدم تضافرهما مع العمل الثقافي.
ويتناول الكتاب أيضاً أزمة نشر رواية «وليمة أعشاب البحر» للسوري حيدر حيدر التي وصلت رحاها إلى مجلس الشعب ومساءلة حسني عن نشر رواية تتطاول على الذات الإلهية عبر أحاديث شخصياتها بينما اعترض الأزهر على محتواها ثم تأججت الأزمة بين الليبراليين والإسلاميين وانتهت بعد جدال بين المثقفين ما بين مؤيد ومعارض لحرية الأدب، بوقف صحيفة الشعب التي أثارت الرأي العام باعتبار الرواية «تحرف القرآن وتدعو للرذيلة».
ويختتم الكتاب بشهادات من فنانين ومثقفين وأدباء من بينهم زاهي حواس وحسين فهمي وليلى علوي وخالد خلال وآدم حنين ومفيد فوزي ورجل الأعمال نجيب ساويرس، حول دور فاروق حسني وإسهاماته.

* إطلاق مؤسسة «فاروق حسني للثقافة والفنون» في مصر
تضم متحفاً لمقتنياته... وأولى جوائزه في فن الرسم.. ⬇️

 القاهرة: فتحية الدخاخني

في شقة أنيقة بحي الزمالك الراقي وسط القاهرة، افتتح الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة المصري الأسبق، مؤسسة «فاروق حسني للثقافة والفنون»، التي تضم متحفاً لمقتنياته من لوحات ومنحوتات وأعمال فنية، وتنظم مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية، وترعى مسابقات في فروع الفنون المختلفة.

وقال حسني، في كلمته خلال الحفل، إن «مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون، ليست مجرد متحف لعرض أعماله، أو استعراض سيرته الذاتية، بل هي مؤسسة لخدمة المجتمع وبخاصة الشباب، وتشجيع الفن والثقافة»، معرباً عن أمله أن «تسهم المؤسسة الوليدة في تنمية الوعي الفني والثقافي، ودعم شباب المبدعين في مختلف المجالات»، موجهاً الشكر إلى وزارة التضامن الاجتماعي لدعمها للمؤسسة التي تندرج تحت لوائها باعتبارها إحدى مؤسسات المجتمع المدني، ولوزارة الثقافة التي ستتعاون مع المؤسسة في تنفيذ الأنشطة المستقبلية.
وأضاف حسني أن «المؤسسة لا يمكن أن تقوم بأنشطتها إلا بالشراكة مع وزارة الثقافة»، موضحاً أن «لديه الكثير من الأفكار والرؤى الثقافية والفنية للمجتمع، والتي قد لا تتسع المؤسسة وحدها لها».

فاروق حسني يتحدث عن رحلته الفنية والوزارية

المنامة: إيمان نور

افتتحت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة مجلس أمناء «مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث»، الموسم الثقافي التاسع عشر للمركز والموسوم بـ«وبي أمل يأتي ويذهب ولكن لن أودّعه». حيث استضاف المركز من موقعه في المحرق وزير الثقافة المصري الأسبق الفنان فاروق حسني والذي قدم محاضرة بعنوان «ربع قرن من الثقافة».

بدأت الفعالية بعرض فيلم قصير بعنوان «فاروق حسني بين عالمين» من إخراج هاني أبو الحسن، أعقبه حديث استحضر خلاله حسني تفاصيل نشأته في مدينة الإسكندرية، والتأثير الذي تركته والدته في نشأته بعد وفاة والده وهو في مرحلة مبكرة، حيث تركت له حرية الاختيار في كل شيء وكانت «السبب الأساسي وراء دخوله عالم الفن، بفضل ما هيأته من بيئة منفتحة على جميع الخيارات والثقافات».
ثم انتقل المحاضر إلى الحديث عن الفن، وتأثره بالفن الفرعوني لما «يتسم به من بساطة وقوة».


وتطرق الوزير السابق إلى محطات من تجربته الفنية، موضحاً أنه ينتمي إلى مدرسة الفن التجريدي، وأشار إلى أنه يرسم بالإكريليك الذي يتماشى مع إبداعه، و«يمنحه راحة كبيرة بعد الانتهاء من كل عمل فني».
بعد ذلك، تطرق إلى سيرته المهنية بدءاً من تخرجه في كلية الفنون، وحصوله على منحة دراسية في العاصمة الفرنسية في بداية حياته والتي كان لها الأثر الكبير في تشكيل مستقبله، تم تعيينه ملحقاً ثقافياً في باريس ومديراً للمركز الثقافي المصري هناك عام 1971. وذكر حسني عن رغبته آنذاك في أن يكون المركز مختلفاً ومتميزاً عن نحو عشرين مركزا ثقافياً في باريس، فاستقدم الفرق المصرية الشعبية من الصعيد وسوهاج والأقصر والقاهرة بالإضافة إلى عروض السينما والمسرح.

وتحدث كذلك عن نقله إلى روما ليتولى إدارة الأكاديمية المصرية للفنون في روما، التي استضافت في أثناء إدارته لها كبار الفنانين المصريين في روما للإقامة فيها لفترة يتفرغون فيها لإبداعاتهم، كما فعل شادي عبد السلام وبيير كنعان. ثم كان التحول الكبير في حياة فاروق حسني، كما قال، عندما تلقى مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء المصري الأسبق الدكتور عاطف صدقي، يخبره فيها بضرورة عودته لمصر خلال يوم واحد فقط دون أن يخبره عن السبب.وعند عودته أخبره رئيس الوزراء حينها بأنه قد وقع عليه الاختيار لتولي حقيبة «الثقافة»، رفض فاروق هذا العرض بصفته موظفاً سابقاً في «الثقافة» كان يعرف «القحط» الكبير الذي تعاني منه في تلك الفترة، ولكنه وافق أمام إصرار رئيس الوزراء على أن يكون وزيراً لفترة ثلاث سنوات.وأشار الوزير السابق إلى أنه تولى مهام الوزارة الكبيرة التي تتبع لها ثماني عشرة مؤسسة ونحو مائة ألف موظف، في ظروف صعبة، ووسط نشاط ثقافي غائب أو لا يكاد يُذكر.وآنذاك خطرت بباله فكرة إنشاء «صندوق التنمية الثقافية» بحيث تشمل الصناعة الثقافية ويصبح للثقافة مصدر دخل يغنيها عن دعم الحكومة، عن طريق اقتطاع 10% من مدخول كل هيئة ثقافية من خلال بيع الكتب والأسطوانات تحت شعار «تحديث الرؤى الثقافية».من بين هذه الرؤى الثقافية إنشاء المسرح التجريبي الذي سارع في إنشائه الفراغ المسرحي في تلك الفترة، وقد قوبل حينها بسخرية من الكثير بعدها أُقيم أول مهرجان مسرحي وحقق نجاحاً كبيراً. ثم اتجه بعدها حسني لتأسيس صالون الشباب، الذي حقق أيضاً نجاحاً جيداً، ورافق ذلك تدشين برنامج الترجمة فتمت ترجمة ستة آلاف كتاب من نحو ثلاثين لغة.


تعليقات