- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
متى ستكتُبُ روايتك؟
الكتابة الروائية فنّ يتّسمُ بالغواية أكثر من الأنماط السردية الأخرى
«الرواية هي كتابُ الحياة المشرق» بهذه العبارة المشعّة يختزل أحد أقطاب الحداثة الروائية «دي. إتش. لورنس» قيمة الرواية ومكانتها الاعتبارية في حياة الأفراد والأمم، وقد جاءت عبارته تلك في سياق مقالة تأريخية له «تعدُّ اليوم واحدة من أهم الأدبيات التأسيسية لفن الرواية» عنوانها «لماذا تُحسبُ الرواية شأناً مهماً؟».
ليس لورنس وحده هو من كتب في أهمية الفن الروائي؛ بل إن معظم روائيي وروائيات عصر الحداثة وما بعد الحداثة وحتى حقبة الرواية المعاصرة ورواية القرن الحادي والعشرين ساهموا في تدعيم نظرية الرواية وكشفوا عن رؤاهم بشأن الفن الروائي، وإذا ما شئتُ إيراد أمثلة فسأكتفي بالأمثلة القياسية التالية: «فن الرواية» للروائي ميلان كونديرا، «تأمّلات في السرد الروائي» للكاتب والروائي أمبرتو إيكو، «فن الرواية» للكاتب والروائي كولن ويلسون. ذهب بعض الروائيين إلى كتابة مطوّلات روائية صارت بمثابة كتب منهجية تدرّسُ في الجامعات، وأميل في هذا الشأن للإشارة إلى الكتاب المهم الذي كتبته الروائية والأستاذة الجامعية جين سمايلي (Jane Smiley) بعنوان «13 طريقة في النظر إلى الرواية»، ذلك الكتاب الذي أراه عظيم الأهمية للروائي المبتدئ والمتمرّس في حرفته الروائية لسببيْن: الأول، لكون الكتاب مكتوباً من وجهة نظر روائية خبرت العملية الروائية وحيثياتها الدقيقة، وبالتالي لم يأتِ ما كتبته بدفعٍ من المتطلبات الأكاديمية واشتراطاتها الضيقة، أما السبب الثاني فهو أنّ الكتاب يضمّ في فصله الأخير قراءة الكاتبة لمائة رواية ورواية «101 رواية»، «ونلاحظ قصدية الكاتبة في الإحالة إلى ألف ليلة وليلة وأجوائها السحرية!!»، والكاتبة إذ تقدّمُ هذه القراءة فهي تعلن للقارئ معتمدها الأدبي (Literary Canon) الخاص بها والذي تراه خليقاً بتشكيل الذائقة الروائية المميزة لكلّ من يعتزم الانغمار الكامل في مخاضة الكتابة الروائية العسيرة.
- كاتبة و روائية ومترجمة عراقية تقيم في الأردن
* «البوكر العربية»... أزمة رواية أم جائزة ؟
تعاني من عدم قدرتها على تصنيع النجم الروائي
الملاحق / ثقافة:الثلاثاء - 28 شوال 1440 هـ - 02 يوليو 2019 مـ
رقم العدد [ 14826]
محمد العباس- ناقد سعودي
مهما قيل عن الإخفاقات والارتباكات التي صاحبتها منذ ظهورها وصولاً إلى اللغط الذي دار حول دورتها الأخيرة، تظل الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) أقدر جائزة عربية على تحريك المشهد الثقافي العربي، حتى وإن لم تحقق النصاب الأدبي المرجو منها. وهي إذ تتفوق على بقية الجوائز لأسباب كثيرة، يأتي في مقدمتها تصديها لموضوع الرواية، التي تعتبر اليوم صوت الإنسان العربي وضميره وأشواقه للتعبير عن وجوده، تعاني في المقابل من أزمة ثقة مع القارئ العربي باتت على درجة من الوضوح، ومن عدم قدرتها على تصنيع النجم الروائي، الذي يمكن أن تقنع به القراء في المقام الأول، وتباهي به في المحافل الدولية كراعية للخطاب الروائي العربي الجديد.

ولا روايات قادرة على إقناع القارئ العربي بفرادتها. وهو الأمر الذي يتوضح إثر إعلان الفائز كل عام، بل بمجرد نشر القائمتين الطويلة والقصيرة للمتأهلين. وهنا مكمن التساؤل عن أزمة النجم الروائي، فجائزة «البوكر العربية» لا يمكنها التنصل من هذه المهمة، بعد تاريخها الطويل والمثابر في هذا الشأن. وبعد تعريف القارئ العربي بنخبة من كُتّاب الرواية في اللحظة الراهنة. فالقارئ العربي لا يعرف عن جائزة «كتارا» إلا قيمتها المالية، ولا يعرف عن «جائزة الشيخ زايد» إلا بعدها التكريمي، وبطبيعة الحال لا تمثل «جائزة نجيب محفوظ»، بوزنها المعنوي، أي قيمة عند القارئ أو الروائي العربي. وبالمقابل لا يمكن تحميلها مسؤولية ضعف الأداء الروائي العربي الذي يعاني مما يشبه القطيعة أو عدم الرضا من قبل القارئ العربي، مقابل ميثاق القراءة المتين بينه وبين الروايات المترجمة.
المشهد الروائي العربي لا يمكن اختصاره في نادي المتأهلين للقوائم القصيرة خلال مجمل دورات الجائزة. فهناك روايات لافتة لم تحظ بشرف المنافسة، وذلك بسبب تقاسم دور النشر الكبرى النصيب الأكبر من الترشيح. وهذا يحرم مجموعة من الروايات المهمة فرصة الوصول إلى القارئ. كما يطفئ حماس دور النشر الصغيرة في المسابقة. وهو الأمر الذي يحتّم إلغاء ذلك البند المقحم على شروط الجائزة. إذ لم تعد الجائزة اليوم سوى حلبة لعدد محدود من مفاعيل دور النشر، المتواطئين كما يبدو مع أخطبوط لجان التحكيم ومافيا بعض المنابر الإعلامية. وذلك هو بالتحديد ما يحد من تمثيل «جائزة البوكر» لواقع الرواية العربية. فهي بهذا التساهل الصريح لا تتنازل فقط عن شروط المنافسة الأدبية، بل حتى عن منظومة القيم الأخلاقية التي ينبغي الاحتكام إليها لتوطيد سمعة الجائزة وإحقاق حق الجميع في المنافسة الشريفة.
لقد آن الأوان لـ«البوكر العربية» أن تُصالح قراءها، بضبط الأداء المهني والتعامل العادل مع مجمل المنجز الروائي العربي، فالتراكم الزمني بما حمله من سجالات واحتجاجات واحتفالات حول الجائزة إلى حالة جماهيرية، تماماً كما أرادها القائمون عليها.
وهنا مكمن الامتياز والخطورة في آن. فهم لم يسمحوا للجمهور إلا بفرصة الاحتفاء والتصفيق. في الوقت الذي صار بمقدور الجمهور إبداء الرأي الفني والمضموني حول الروايات ضمن لحظة من لحظات التلقي التي تحول فيها القارئ من مستهلك إلى منتج.
لقد حاولت، ونجحت في فرض عدد قليل جداً من فائزيها على القارئ العربي، إلا أنها لم تتمكن من إيصال أحدهم إلى العالمية كما تطمح، عدا حالة أحمد سعداوي، الذي اقتحم القائمة القصيرة لـ«المان بوكر» العالمية بروايته «فرانكشتاين في بغداد»، على الرغم من الجهد الكبير الذي بذلته في هذا المجال، من خلال ترجمة منتجات نجومها إلى مختلف اللغات، وتسويقهم عبر منصات إعلامية عالمية، وتلميعهم بحفلات علاقات عامة وزيارات حول العالم. وكل ذلك الإخفاق لا يمكن إرجاعه كله بالتأكيد إلى ضعف الروايات المحمولة إلى فضاء العالمية، بقدر ما يمكن التعامل معه كنتيجة لضعف الإقبال العالمي على مطالعة المنجز الروائي العربي.
لم يلتفت القائمون على «البوكر العربية» في أي دورة من دوراتها إلى أي نقد لحيثيات ومخرجات الجائزة، سواء على مستوى التساؤل حول نزاهة وكفاءة المحكمين، أو على مستوى الروايات المتأهلة للقائمتين الطويلة والقصيرة والفائزين، أو على مستوى اقتسام الناشرين الكبار لغنائم الجائزة. وكأن الجائزة قد ولدت لكي لا تُساءل ولا تتطور.
بمعنى أن المتنفذين في شأنها باتوا على قناعة بأن مخرجاتها تتوازى بمنتهى الأمانة والرصانة مع واقع الرواية العربية وأفق كتابتها ومناقدتها. إذ لا يمكن استجلاب روائيين خارج هذا المدار، ولا الاستعانة بمحكمين من المريخ. وبالتالي فلا أفق لاستيلاد نجم روائي في اللحظة الراهنة. وعلى القارئ أن يوطّن ذائقته مع ما ينتج عن الجائزة ويتقبله كحتمية أدبية.
وهذا العناد اللامبرر هو الذي عجل بتآكل سمعتها كمعيار أو دليل لرحيق التجربة الروائية العربية، وذلك لغياب الشفافية في التعامل مع القارئ، حيث لا تتوازى مخرجات الجهد المبذول من قبل المؤسسة المحركة للجائزة مع ما حققه بعض الروائيين العرب بمجهوداتهم الفردية، الذين تُرجمت رواياتهم لعدد من اللغات يفوق ما تُرجم لأي نجم «بوكري».
كما أن عدد طبعات بعض الروايات العربية التي لم تتأهل للقائمة الطويلة في أي دورة من دورات الجائزة يتجاوز مبيعات أي فائز من الفائزين. وإذا كانت هذه المعايير غير مستوفية للشروط الأدبية، وربما هي خاضعة لقيم السوق والتسويق، فإن هناك روايات من خارج المسابقة تفوق مقروئيتها روايات «البوكر»، كما تحظى بمطالعات نقدية ومراجعات أدبية أكثر من تلك المسنودة «بوكرياً».
"بريد الليل" تفوز بالبوكر للرواية العربية
فازت رواية "بريد الليل" للبنانية هدى بركات بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الثانية عشرة التي أعلنت في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
والجائزة التي تأسست في 2007 هي الأبرز والأعلى قيمة عربيا بمجال الرواية إذ تحصل كل رواية من الروايات الست التي تصل إلى القائمة النهائية على عشرة آلاف دولار بينما تحصل الرواية الفائزة على 50 ألفا إضافية مع ترجمتها للغة الإنجليزية.
وتفوقت "بريد الليل" على منافساتها في القائمة القصيرة "الوصايا" للمصري عادل عصمت و"صيف مع العدو" للسورية شهلا العجيلي و"النبيذة" للعراقية إنعام كجه جي و"بأي ذنب رحلت؟" للمغربي محمد المعزوز و"شمس بيضاء باردة" للأردنية كفى الزعبي.جاء إعلان الجائزة التي تشرف عليها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي عشية افتتاح الدورة التاسعة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
* تم بتاريخ 2019/04/23 م الإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية،
المعروفة باسم جائزة “البوكر العربية” في دورتها الثانية عشر وحصلت عليها رواية “بريد الليل” للروائية اللبنانية “هدى بركات“.
عن الفائزة هدى بركات
هدى بركات هي كاتبة لبنانية تعيش في باريس، عملت في التدريس والصحافة، وصدر لها 6 روايات ومجموعة قصصية واحدة و مسرحيتان وكتاب يوميات. كما تُرجمت أعمالها إلى العديد من اللغات، ومن أعمالها رواية “حجر الضحك” التي صدرت عام 1990، ورواية “أهل الهوى” التي صدرت عام 1993، ورواية “حارث المياه” التي صدرت عام 2000 وفازت بجائزة “نجيب محفوظ“، ورواية “سيدي وحبيبي” التي صدرت عام 2004، و رواية “ملكوت هذه الأرض” التي صدرت عام 2012 ووصلت إلى القائمة الطويلة للبوكر عام 2013، وأخيرًا الرواية الفائزة بالبوكر لهذا العام رواية “بريد الليل”. وعن الرواية :
رواية قصيرة نسبيًا أقرب ما تكون إلى ما يُطلق عليه النقاد “نوفيلا” أي الرواية القصيرة. وهي مكونة من ثلاثة أقسام: القسم الأول وعنوانه “خلف النافذة” عبارة عن خمس رسائل مختلفة، نتعرف في الرسائل على شخصيات مختلفة يجمعها كلها شعور بالغربة والرغبة في الاعتراف.
نجد رجل يبعث برسالة لحبيبته نشعر فيها أن علاقتهما مضطربة بشكل ما، ثم رسالة امرأة لحبيبها الذي تنتظره ولا يبدو أنه سيعود إليها. وفي الرسالة الثالثة ابن يُناشد والدته كي تغفر له جرائمه، بينما في الرسالة الرابعة تُخبر الابنة والدتها كيف تحولت حياتها لجحيم، وفي الرسالة الأخيرة ينقلب حال الابن الذي يعرف بمرض والده فيبعث إليه رسالة قد تكون الأخيرة.
بينما في القسم الثاني وعنوانه “في المطار” نكتشف الرابط الذي يجمع الشخصيات الخمسة معاً، والعلاقة بينهم، أما القسم الثالث والأخير فنعرف مصير ساعي البريد المُكلف بتوصيل تلك الرسائل. عدد صفحات الرواية 128 صفحة، وتقييمها على موقع الـ “Goodreads” هو 3/5.
* «جائزة الشيخ زايد للكتاب» تعلن أسماء الفائزين في دورتها الـ14
أعلنت «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، أمس، أسماء الفائزين في دورتها الرابعة عشرة لعام 2019 – 2020، التي ضمّت 6 كُتاب وأدباء عالميين، إلى جانب مجلة أدبية مستقلة، تكريماً لنتاجهم الإبداعي والفكري المتميز الذي يعكس نهجاً فكرياً وفنياً يسهم في إثراء حركة الكتابة في الثقافة العربية المعاصرة.
فاز في فرع الآداب الشاعر منصف الوهايبي من تونس عن ديوانه «بالكأس ما قبل الأخيرة» الصادر عن دار مسكيلياني للنشر 2019. فيما فازت الكاتبة ابتسام بركات من فلسطين في فرع «أدب الطفل والناشئة» عن قصتها «الفتاة الليلكية» الصادرة عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي 2019. وفاز الباحث حيدر قاسم مطر من العراق في فرع «المؤلف الشاب» عن كتابه «علم الكلام الإسلامي في دراسات المستشرقين الألمان – يوسف فان إس أنموذجاً»، الصادر عن دار الروافد الثقافية - ناشرون، وابن النديم للنشر والتوزيع 2018، كما فاز محمد آيت ميهوب من تونس في فرع الترجمة، عن ترجمته لكتاب «الإنسان الرومنطيقي» للمؤلف جورج غوسدورف، من اللغة الفرنسية إلى العربية، والصادر عن دار سيناترا ومعهد تونس للترجمة 2018.
وفاز الكاتب الهولندي ريتشارد فان لوين عن فئة جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى، عن كتابه «ألف ليلة وليلة وسرديات القرن العشرين... قراءات تناصّية» باللغة الإنجليزية، والصادر عن دار بريل للنشر عام 2018.
وفازت عن فئة النشر والتقنيات الثقافية، مجلة «بانيبال» البريطانية للنشر، التي أسهمت في تقديم أعمال من الأدب العربي المعاصر إلى القراء الناطقين بالإنجليزية، عن طريق ترجمة مختارات من الكتب والدواوين العربية المنشورة سابقاً، إلى جانب كثير من النصوص الشعرية والسردية غير المنشورة من قبل.
كما تم الإعلان عن شخصية العام الثقافية للدورة الرابعة عشرة من «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، التي فازت بها الشاعرة والباحثة والمترجمة والأكاديمية الفلسطينية الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق
شكراً لك