الأدباء والإعلاميين في ذاكرة الصحافة والثقافة

  * وفاة الشبيلي مؤرخ الإعلام السعودي

الثلاثاء - 28 ذو القعدة 1440 هـ - 30 يوليو 2019 مـ ·

غيب الموت الدكتور عبد الرحمن الشبيلي الإعلامي والباحث السعودي، وعضو مجلس الشورى السعودي السابق. وبرحيل الدكتور الشبيلي، تفقد السعودية أحد أبرز مؤرخي إعلامها وكاتب سير رجالها ونسائها ومستشاري مؤسسها الملك عبدالعزيز.

ودع الوسط الإعلامي والثقافي في السعودية (الأربعاء)، الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، أحد أبرز رواد الإعلام السعودي، وأبرز المساهمين في تأسيس كثير من المؤسسات الإعلامية الحكومية. وأدى المصلون أمس صلاة الجنازة على الراحل الذي توفي أول من أمس، بعد حادث عرضي في منزله بالعاصمة الفرنسية باريس، نقل بعدها إلى الرياض حيث توفي. وساهم الدكتور الراحل في حياة عملية امتدت إلى أكثر من خمسين عاماً، في صناعة كيانات ومؤلفات في مجالات الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، إضافة إلى عضويته في كبرى القطاعات المعنية بالإعلام والثقافة.


 إضافة إلى ذلك، يعد الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، أحد رواد الإعلام والتاريخ والأدب؛ حيث عمل أكاديمياً في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، ومديراً عاماً للتلفزيون السعودي سابقاً؛ حيث كان أحد مؤسسيه، كذلك تم تعيينه عضواً في مجلس الشورى لدورتين متتاليتين، وأيضاً عضواً في المجلس الأعلى للإعلام، ووكيلاً لوزارة التعليم العالي، وأميناً عاماً للمجلس الأعلى للجامعات. كما رأس مجلس إدارة مؤسسة «الجزيرة» الصحافية، ومجلس أمناء «الشركة السعودية للأبحاث والنشر». وحاز الراحل جائزتي الملك سلمان لخدمة التاريخ الشفوي وتوثيقه، وبحوث الجزيرة العربية، ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، في مهرجان الجنادرية 31.




* في الذكرى الأولى على رحيله وغيابه .. رحل ولم يكمل حكايات
 «عمر لم يعرف الفراغ» ⬇️د. عبدالرحمن الشبيلي وداعا أيها الفارس..

فقدت السعودية فبل أمس واحداً من أبرز إعلامييها ومؤرخيها وكاتب سير رجالاتها، الدكتور عبد الرحمن بن صالح الشبيلي، بعد حادث مؤسف وقع في منزله في العاصمة الفرنسية باريس، نقل على أثره إلى المستشفى في حالة حرجة ليتم نقله إلى الرياض. وتوفي فيها بعد ساعات من وصوله إليها، وستتم الصلاة على الفقيد عصر اليوم، في جامع الجوهرة البابطين ويوارى الثرى في مقبرة الشمال بالرياض.

 حصل الدكتور الشبيلى على ليسانس اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في 1963، كما حصل على بكالوريوس الآداب من جامعة الملك سعود في 1965، وبعد ثلاثة أعوام نال درجة الماجستير في الإعلام من جامعة كانساس في أميركا، وفي عام 1971 نال درجة الدكتوراه في مجال الإعلام من جامعة ولاية أوهايو.ساهم الشبيلي في تأسيس إذاعة وتلفزيون الرياض عام 1965، وأصبح مديرا عاما للتلفزيون، واشتهر بإعداد وتقديم برامج تلفزيونية أبرزها خلال سبعينات القرن الماضي، برنامج «مؤتمر صحافي»، واستضاف فيه الملك فهد عندما كان ولياً للعهد، والأمير نايف بن عبد العزيز والملك سلمان (أمير الرياض حينها)، وبرنامج «شريط الذكريات» واستضاف فيه مجموعة من رواد التاريخ الشفوي ومنهم علي فهد السكران، وحمد الجاسر، وتركي العطيشان، وعبد العزيز بن ماضي، وعبد الله بن خميس، وطاهر زمخشري. —

عمل الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، أكاديميا في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، ومديرا عاما للتلفزيون السعودي سابقاً، كذلك تم تعيينه عضوا في مجلس الشورى، وأيضا عضوا في المجلس الأعلى للإعلام، ووكيلا لوزارة التعليم العالي، وأمينا عاما للمجلس الأعلى للجامعات. كما رأس مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة الصحافية، ومجلس أمناء الشركة السعودية للأبحاث والنشر. وحاز على جائزتي الملك سلمان لخدمة التاريخ الشفوي وتوثيقه وبحوث الجزيرة العربية، ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في مهرجان الجنادرية 31.
ومن أبرز مؤلفاته: نحو إعلام أفضل، إعلام وإعلام (جزآن)، الملك عبد العزيز والإعلام، مساعد بن عبد الرحمن، فيصل بن عبد العزيز أميراً وملكاً، المفكر محمد أسد: هدية الإسلام إلى أوروبا، مذكرات محمد الأمين الشنقيطي.

وبين صدور كتابه الأخير «مشيناها... حكايا ذات» وبين رحيله قبل أمس، أشهر قليلة، لكنها عبرت عن حكاية عمر لم يعرف الفراغ، وحياة قلق شكلتها الصدف من الطفولة حاول فيها الراحل أن تصور مرابع النشأة. وبنيت الدراسة وظروف الزمن وأن تبوح بالممكن، من مكنون الصدر فأبقت بعد ذلك طي الكتمان ما هو أكثر»، وجاء استهلال الراحل كتابه ببيتين شعريين منسوب لعبد العزيز الدريني، وقيل لأبي علاء المعري ليؤكد مصداقيتهما بأن المنية عندما تكتب بأرض فليس يموت في أرض سواها، فقد وقع عليه الحادث في باريس ليصاب بحادث في باريس ثم يعود في حالة حرجة لأرض الوطن ليسلم الروح فيها، وهما:

مشيناها خُطى كُتبت علينا
ومن كُتبت عليه خُطى مشاها
ومن كانت منيّته بأرض
فليس يموت في أرض سواها

ومع أن الراحل الشبيلي شدد على أن هذه الذكريات لم تكن كل ما يمكن سرده فيما يقدم من صفحات، فهناك مواقف سياسية أو إعلامية لم يشملها الكتاب، لأن «الإفصاح عن تفاصيلها كان مما سيؤدي لا محالة إلى التصريح بأسماء وأسرار تتعلق بالغير، لا يحمد كشفها».لم يغب عن الشبيلي ما كان يتوقعه القارئ أن يبوح به من أحداث وتفاصيل مهمة، حيث يوضح أن «من حق القارئ أن يتوقع من راوي هذه الذكريات، التي عاش طرفاً منها، تجاذبات الإعلام مع مصر إثر مشكلة اليمن عام 1962، وتداعيات الحرب العربية - الإسرائيلية عام 1967، واستشهاد الملك فيصل عام 1975، وتأثير دخول الإذاعة والتلفزيون في مجتمع متنوع الأطياف بين المحافظة والانفتاح، وتشخيص ظاهرة ضعف الاحتراف الإعلامي، ونمو مؤسسات الإعلام الأهلية، وبروز الإعلام الجديد، واقتران الثقافة مع الإعلام في وزارة واحدة، ثم انفصالهما»، مؤملاً أن تكون هذه الموضوعات التحليلية وغيرها في مجالي التعليم العالي والشورى موضوع إصدار آخر.

* اتحاد الأدباء والكتاب العرب

٢٦ أغسطس ٢٠١٩
 

ينعى أمينه العام حبيب الصايغ

نعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أمينه العام الشاعر حبيب الصايغ، الذي وافته المنية صباح(الثلثاء) الماضى، عن عمر يناهز الـ65. وكان الصايغ يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومستشار "دار الخليج"، ورئيس التحرير المسؤول لجريدة "الخليج الإماراتية". ونعى ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس، الصايغ، وقال عبر تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "فقدت الإمارات اليوم قامة أدبية وثقافية رفيعة، شكل عطاؤه رافداً إبداعياً هاماً أثرى المشهدين الإماراتي والعربي بأعماله القيمة". وأضاف "رحم الله حبيب الصايغ صاحب القلم المبدع والمخلص لوطنه وأسكنه فسيح جناته، وخالص تعازينا ومواساتنا إلى أسرته".





عبر رؤساء اتحادات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العرب، الأعضاء في الاتحاد العام، عن فجيعتهم بفقد الصايغ، الذي تولى الأمانة العامة أواخر العام، وشهد الاتحاد العام في عهده طفرة على المستويات كافة، خصوصاً تجاه مناصرة القضية الفلسطينية، ومدينة القدس العربية، التي أقام الاتحاد العام مؤتمراً دولياً حول عروبتها في العام الماضي، شارك فيه حوالى مئة أديب ومثقف وباحث وأكاديمي ومسؤول من مختلف الدول العربية.

وجاء في بيان حمل توقيع نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب سعيد الصقلاوي، أن الرحيل المفاجئ للشاعر الكبير حبيب الصايغ يُعد خسارة فادحة للعمل الثقافي العربي، الذي كان الراحل من أهم وجوهه المشرفة، كونه شاعراً متميزاً، مثَّل الإمارات في الكثير من المهرجانات العربية والدولية، وفاعلاً ثقافياً شغل الكثير من المناصب في الحقل الثقافي وترك بصمته في كل مكان تولاه، إضافة إلىى كونه كاتباً صحافياً مهماً، طالما سخَّر قلمه لخدمة القضايا القومية العربية، وعلى رأسها فلسطين، القضية المركزية للعرب جميعاً، وكان أحد أهم المناهضين للتطبيع مع إسرائيل.

يُذكر أن حبيب الصايع رأس تحرير مجلة "شؤون أدبية" التي تصدر عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات للأعداد من 58 إلى 62، والعددين 71 و72، وشغل موقع مدير الإعلام الداخلي في وزارة الإعلام والثقافة عام 1977، ونائب رئيس تحرير صحيفة الاتحاد عام 1978، وأسس وترأس تحرير مجلة "أوراق" الثقافية الشاملة 1982 إلى 1995، ورأس اللجنة الوطنية للصحافة الأخلاقية في الإمارات. وشغل موقع نائب رئيس لجنة توطين وتنمية الموارد البشرية في القطاع الإعلامي في الإمارات، والمدير العام لمركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام. وعضو مجلس إدارة نادي تراث الإمارات، ورئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة في النادي، والمشرف العام على مجلة "تراث" الشهرية التي يصدرها النادي، إضافة إلى مواقع مهمة أخرى.

* عبد الفتاح أبو مدين...

ريادة تنويرية في الأدب والصحافة

رحيل «الفتى مفتاح» عن 94 عاماً..

 رحل يوم الاثنين - 5 شهر ربيع الثاني 1441 هـ - 02 ديسمبر 2019 مـ في جدة الأديب والإعلامي السعودي عبد الفتاح أبو مدين، عن عمر يناهز 94 عاماً. وقد عرف عبد الفتاح أبو مدين، باعتباره أحد أبرز الأدباء السعوديين، الذين حملوا لواء التنوير عبر الصحافة والمؤسسات الأدبية، وواجهوا التشدد الفكري، واحتضن الحراك الثقافي القائم على النقد الحديث في ذروة الصراع مع خصوم «الحداثة» في المملكة، كما آمن بمشاركة المرأة، وكان من أول من أتاح لها المشاركة في فعاليات النادي الأدبي في جدة، الذي ترأسه نحو ربع قرن، وجعل منه أحد أبرز المنصات الثقافية الحاضنة للحداثة والتنوير.
قبيل انصرام الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1942، توسل خاله عند السفير البريطاني في جدة، يرجوه الوساطة لدى الإدارة البريطانية، التي كانت تحكم ليبيا يومئذ، لكي يتمكن أن يركبه ووالدته إلى الحجاز، وهكذا وصل أبو مدين إلى المدينة المنورة، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة العلوم الشرعية، لكن صعوبات المعيشة أجبرته على العمل، حتى انتقل إلى جدة، حيث عمل هناك في العديد من الوظائف؛ أبرزها رئاسته الطويلة للنادي الأدبي في جدة لمدة 25 عاماً في الفترة من 1980 إلى 2006، وأصدر جريدة «الأضواء»، وهي أول جريدة تصدر في جدة في العهد السعودي، بشراكة مع محمد سعيد باعشن ومحمد أمين يحيى عام 1957. كما أصدر في عام 1379 هـ مجلة «الرائد» الثقافية التي كان هو صاحبها ورئيس تحريرها، واستمرت هذه المجلة إلى قيام المؤسسات؛ حيث توقفت. وبسبب مقالات وكتابات جيل الشباب، خصوصاً أولئك الذين تلقوا تعليماً في الخارج، كانت المجلة تثير سخط المتدينين، ومن بين الكتاب المثيرين الدكتور عبد الله مناع، حيث كان وقتها يدرس في الجامعة بالإسكندرية، ويبعث بمقالاته من هناك؛ بعنوان «على قمم الشقاء». تلك المقالات التي طغت عليها قصص الحبّ والغرام، أثارت رئيس جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حيث وصف المجلة، كما ينقل عنه عبد الفتاح أبو مدين، بأنها تشبه مجلة «روزاليوسف» في مصر.

كما عمل مديراً لإدارة مؤسسة «عكاظ» للصحافة، ومديراً لتحرير العدد الأسبوعي لصحيفة «عكاظ»، ومديراً لإدارة مؤسسة «البلاد» للصحافة والنشر. كما أشرف خلال رئاسته نادي جدة الأدبي، على عديد من الإصدارات الأدبية، منها: مجلة «علامات» في النقد، ومجلة «الراوي» في القصة، ومجلة «عبقر» في الشعر، ومجلة «جذور» في التراث، ومجلة «نوافذ» في الترجمة. 


وللأديب عبد الفتاح أبو مدين 12 كتاباً، في النقد والدراسة والبحوث والمقالات الأدبية والسيرة، أبرز تلك الكتب: «أمواج وأثباج»، و«في معترك الحياة» عام 1982، و«وتلك الأيام» عام 1986، و«حكاية الفتى مفتاح» عام 1996، و«هؤلاء عرفت» عام 2000، و«أيامي في النادي» عام 2010، و«الصخر والأظافر»، و«حمزة شحاتة... ظَلمه عصره»، و«هؤلاء عرفت»، و«الحياة بين الكلمات»، و«علامات»، و«الذين ضل سعيهم»، و«نقد لمنكر السنة النبوية»، و«من أحاديث الحياة»، و«أيامي في النادي».
بداياته الصعبة، وحياته القاسية، ونضاله من أجل الأدب تشابهت إلى حد كبير مع شخصية عميد الأدب العربي طه حسين، الذي تأثر به أبو مدين، وأصبح يُعرف بـ«الطحسني»، وعلاقته بطه حسين بدأت في حدود عام 1946 حين كان يتابع إنتاجه الأدبي.

في استهلاله لسيرته الذاتية في كتابه «حكاية الفتى مفتاح»، يقول أبو مدين: «إنني أؤكد من البداية أن حياتي ليس فيها شيء يستحق التسجيل والحديث، لأنها حياة أمثالي ممن عاش اليتم والجهل والفقر».
أشعل «نادي جدة الأدبي» في عهده النقاشات والمساجلات الفكرية والنقدية التي كانت تمثل امتداداً لسجال الحداثة في أروقة المثقفين السعوديين، فكان هذا النادي هو الأكثر اجتذاباً لأصوات النقاد الجدد وسجالاتهم الفكرية والمعرفية. وهو صاحب العبارة التي وجهها لوزيري الثقافة والإعلام (إياد مدني وعبد العزيز خوجة): «أعطونا صلاحيات... وحاسبونا».
وفي عهده في «نادي جدة الأدبي»، تم تأسيس «ملتقى النص»، وجماعة «حوار». كما أتاح للنساء المشاركة في حضور فعاليات النادي المنبرية، وهو إجراء جديد على تلك الأندية في ذلك الوقت، خصوصاً والساحة تتقد بالتخويف من تيارات الحداثة التي تستهدف، حسب رأيهم، تغريب المرأة.
وفي كتابه «أيامي مع النادي»، يقول أبو مدين: «كانت الأصوات المتطرفة تعبر عن نفسها بالمنشورات وأشرطة الكاسيت والكتب، ومن على بعض منابر المساجد، ومع ذلك لم نجد بداً من اتخاذ قرار بإنشاء صالة نسائية ترتبط بصالة الرجال، عبر الدائرة التلفزيونية، وإتاحة الفرصة للمثقفات للمشاركة، وببساطة متناهية خاطبت أمير منطقة مكة المكرمة حينها الأمير ماجد بن عبد العزيز (رحمه الله) استأذنه في فتح الصالة النسائية، وقد بارك الأمير هذه الخطوة، وأذن لنا بذلك».

* هل ما زلنا «مجتمعاً دفّاناً»؟.. ↘️ طارق زيدان

يعتبر محمد حسين زيدان الأديب والشاعر والمؤرخ والفيلسوف السعودي، الراحل، (مواليد المدينة المنورة، 1906 - 1992)، واحدا من أبرز طلائع المثقفين النهضويين في الحجاز، فقد كان ضليعاً بالتاريخ كما بالفقه وعلم الحديث والأدب، له أكثر من 18 مؤلفاً أبرزها كتابه المهم «ذكريات العهود الثلاثة»، لخص ثلاثة عهود سياسية شهدتها المدينة المنورة: العهد العثماني، الهاشمي، والسعودي. عن تراثه الأدبي، يكتب حفيده الكاتب طارق زيدان الذي وضع كتاباً في سيرة زيدان الأدبية، كما ألّف كتباً أخرى في الصحافة والسياسة بينها كتابه «الجورنالجى وكاتم الأسرار، محمد حسنين هيكل ومصطفى ناصر: وذكريات».رحل محمد حسين زيدان، قبل ثمانية وعشرين عاما. غير أن نتاجه الفكري لا يزال حاضرا في وسائل التواصل الاجتماعي عبر مقولات تنسب له. أما كتبه ومقالاته التي هي الأساس في فكر أي أديب ومثقف، فهي تمكث في الظل بعيدا عن المؤسسات والجامعات والمدارس.

تمكث قسريا في الظل لا طوعيا، معرضة بذلك السلسلة الطبيعية لتراكم التراث وقيمته للانقطاع. فـ«التراث قيمة الأمة» كما قال الزيدان يوما. ونتاج جيل الزيدان من الرواد هو تراث بلده. فنحن نتكلم عن جيل قبل مائة عام تكلموا ونقلوا إلينا تاريخ هذا الوطن.
تكمن المفارقة في التكنولوجيا. عند متابعة وسائل التواصل الاجتماعي ستجد أن أكثر مقولة تتواتر عن الزيدان هي «نحن مجتمع دفّان». مع غياب كامل لمحاضراته ومقالاته عن أهمية الوطن وأهمية الحفاظ عليه من خلال العناية بتراث البلد.
بين قيمة التراث ودفن المجتمع له هناك مجهود للدولة. بمعنى آخر ما ينتج مهم لكن الأهم هو ربط الإنتاج الثقافي مع الأجيال. هذا دور المأسسة (الفكر المؤسساتي).

بالنسبة لعمل الزيدان قامت عائلته بالتبرع بمكتبته الخاصة لمكتبة الملك فهد الوطنية. وانحصر مجهود إعادة طبع كتب الزيدان بعمل عائلي بعد المجهود الكبير لعبد المقصود خوجة.
على الصعيد العام ما زلنا متأخرين في هذا المجال: مأسسة التراث والثقافة. مثلا لو أردت أن تعرف شيئا عن توفيق الحكيم، أو نجيب محفوظ، أو لويس عوض في مصر تكفي زيارة بسيطة لمؤسسة «الأهرام». كذلك في لبنان زيارة لمؤسسة «النهار» تستطيع معرفة الكثير عن غسان تويني وسعيد عقل. حتى اليوم العمل لدينا فردي - عائلي وليس فرديا - مؤسساتيا. فإذا أردت نسخة من كتب محمد حسن عواد عليك سؤال فرد من عائلته أو تلميذ له!
ثمة دَور للصحف السعودية كرديف لعمل الدولة. الصحف لا يقتصر عملها على الجانب الإعلاني والإخباري فقط، بل الجانب الأرشفي (من الأرشيف) هو في صلب المهنة. وهذا النتاج الفكري لجيل الرواد هو المرآة لجميع الأحداث في خلال المائة عام. فقد شارك الزيدان كتابة في معظم الصحف السعودية. مقالات عديدة تعكس أحداثا حصلت. وتحاور رأيا عاما سبق. الزيدان كان صحافيا أديبا قبل أن يكون أديبا رائدا. كل جيل الرواد عملوا في الصحافة كأدباء. وإنتاجهم يجب أن يكون متوفرا للأجيال.
لدى عائلة الزيدان مخطوطات ونصوص عديدة له لم تنشر بعد. ولديهم الكثير من البرامج والمقابلات التي تتم المطالبة بإعادة بثها من قبل العديد من المحبين للرجل وثقافته. يضع البعض هذه المطالبات في خانة «النوستالجيا». الحقيقة هي أنه لو كان هناك مرجع مؤسساتي لما أصبحت النوستالجيا مطالبة!
الأرشيف الوطني يبدأ بمأسسة الإنتاج الثقافي. وحفظ العمل التراثي في إطار الدولة فرض عين. تماما كما فعلت تركيا أتاتورك. أتاتورك أدار وجه تركيا صوب الغرب وخلع الطربوش وغير الحروف الأبجدية لديهم. لكنه احتفظ بالأرشيف العثماني. وكذلك فعلت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم الكثير.
الرواد يرحلون ويبقى البلد. والتراث هو القيمة. وفي هذا العصر قيمتنا هي أرشيف الرواد الذين رحلوا عنا.
- كاتب سعودي

* وفاة الناشر رياض الريس في بيروت

27 سبتمبر 2020 - 16:02

توفي الناشر رياض نجيب الريس، السبت، في بيروت، عن عمر ناهز 83 عاما، بعد مسيرة حافلة بمئات المؤلفات.

وكان الراحل قد بدأ مسيرته الأدبية مع جريدة الحياة، حيث تم إيفاده مراسلا إلى فيتنام سنة 1966، قبل أن يواصل تجربته في الميدان الصحفي مع غسان تويني.
وخلال الحرب الأهلية اللبنانية، أصدر الريس من لندن جريدة "المنار" والتي كانت أول صحيفة عربية تصدر بأوروبا، ثم أسسّ شركة "رياض الريس للكتب والنشر" سنة 1986 ونقلها لاحقا إلى بيروت.

وللريس العديد من المؤلفات، علما أن آخر كتاب حمل توقيع الريس هو "صحافة النسيان"، حسبما ذكرت "رويترز".

https://www.skynewsarabia.com/varieties/1379329-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B4%D8%B1-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA

* رحيل الكاتب والناشر الأردني إلياس فركوح

الأربعاء - 25 ذو القعدة 1441 هـ - 15 يوليو 2020 مـ

رحل، اليوم الأربعاء، الروائي الأردني إلياس فركوح تاركاً خلفه إرثاً أدبياً زاخراً في مجالات الرواية والقصة القصيرة، ومساهمات بارزة في مجالات النشر والترجمة.
ونعى وزير الثقافة الأردني باسم الطويسي الروائي والناشر الأردني إلياس فركوح، الذي توفي اليوم الأربعاء في أحد مستشفيات عمّان عن عمر ناهز 72 عاماً، بعد إصابته بجلطة قلبية حادة.
واستذكر الطويسي في بيان صحافي نشرته وكالة الأنباء الرسمية سيرة الراحل، وحضوره في المشهد الثقافي الأردني والعربي، ودوره في إغناء المكتبة العربية، ودوره الريادي في حمل مسؤولية النشر.

https://arabicfiction.org/ar/Elias-Farkouh-ar?fbclid=IwAR0qxPwJ2W9a75GnndNKJHaa7O6rlyecyFOqej8JtrZt5TuNT38W8WSH950

وعدّ الطويسي رحيل فركوح خسارة لقامة كبيرة في الحركة الثقافية وصناعة النشر وحقل الترجمة، التي قدم فيها كثيراً من العناوين المهمة للقارئ العربي.

* رحيل مهنا الدرة رائد الفن التشكيلي الأردني الحديث

الأحد - 11 جمادى الآخرة 1442 هـ - 24 يناير 2021 مـ

توفي الرسام الأردني مهنا الدرة، اليوم الأحد، عن عمر يناهز 83 عاماً بعد معاناة طويلة من مرض السرطان، على ما أفاد شقيقه يسار مهنا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويُعتبر الدرة، المولود في العاصمة عمان عام 1938، رائد الفن التشكيلي الأردني الحديث كونه أول من قدم الفن التكعيبي والفن التجريدي في الفنون البصرية في الأردن.
وأسس الدرة، وهو خريج أكاديمية روما للفنون الجميلة عام 1958، أول معهد لتعليم الفنون في الأردن سنة 1970. وهو معهد الفنون الجميلة التابع لوزارة الثقافة، الذي خرَّج أجيالاً من الفنانين التشكيليين الأردنيين.

* تابع مسيرته العلمية والعملية منذ عام 1975 ..https://aawsat.com/home/article/2761916/%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%87%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB

تعليقات